العلم والمعرفةالفضاء والفلك

لماذا يسمى المريخ “الكوكب الميت”؟

حاز كوكب المريخ على اهتمام البشرية منذ فترة طويلة، وذلك في محاولة لمعرفة ما إذا كان كوكب صالح للعيش به أم لا. ولكن ما إكتشفه العلماء عن الكوكب كان عكس ذلك. نتعرف اليوم على أسباب تسمية المريخ بالكوكب الميت.

كوكب بلا حياة

تسببت البيئة القاسية للمريخ بتلقيبه بـ”الكوكب الميت”، هناك أسباب متعددة وراء تسمية المريخ بـ “الكوكب الميت”. أحد الأسباب الرئيسية هو افتقاره إلى الغلاف الجوي. فالغلاف الجوي للمريخ أرق بحوالي 100 مرة من الأرض.

إن نقص الأكسجين والنيتروجين والغازات الأساسية الأخرى يجعل الهواء رقيقًا جدًا، مما يسمح للأشعة الكونية باختراق السطح بحرية. وبالتالي يكون من الصعب البقاء على قيد الحياة في كوكب كهذا. كما يساهم غياب ظاهرة الاحتباس الحراري القوية في التقلبات الشديدة في درجات الحرارة.

ندرة المياه على كوكب المريخ

أكد العلماء أن المريخ كان يمتلك في السابق محيطات وأنهارًا شاسعة، لكنه أصبح أرض جافة وقاحلة. كما أن المياه القليلة المتبقية على الكوكب هي في الغالب على شكل جليد عند القمم الجليدية القطبية وتحت الأرض. وقد أكدت وكالة ناسا مؤخرًا أن الماء السائل يتدفق تحت سطح المريخ بناءً على النتائج التي توصلت إليها MRO التابعة لناسا.

تم استخدام مقياس الطيف لمراقبة سطح الكوكب. وأظهرت آثارًا للأملاح في مواقع متعددة، لكن هذه الأملاح لم تكن أملاحًا مائية؛ بدلا من ذلك، كانت معادن رطبة.

تسمى هذه المعادن المائية بالبيركلورات، وتبين أن هذه المعادن تمنع السوائل من تغيير حالتها حتى في درجات الحرارة الباردة. تم العثور عليها في تربة المريخ وغباره، وهي شديدة الذوبان في الماء.

كوكب المريخ

اقرأ أيضًا:

غياب المجال المغناطيسي

يفتقر المريخ إلى مجال مغناطيسي، وغياب هذا الدرع الواقي هو أحد الأسباب التي تجعل سطح الكوكب يتعرض بشكل متكرر لإشعاعات مكثفة. يتم إنشاء المجال المغناطيسي للكوكب من خلال حركة الحديد المنصهر والنيكل في قلبه الخارجي.

يعمل القلب كدينامو وينتج تيارات كهربائية، والتي بدورها تخلق مجالًا مغناطيسيًا. حدث هذا على المريخ لفترة من الوقت، حتي بردت نواة الكوكب، مما أدى في النهاية إلى توقف المجال المغناطيسي.

وعلى عكس كوكب الأرض، فقد قلب المريخ قدرته على الحفاظ على تدفق الحمل الحراري. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة تثبت ذلك، إلا أنها فرضية شائعة يعتقد غالبية العلماء أنها صحيحة.

على الرغم من أن المريخ يفتقر إلى مجال مغناطيسي عالمي، إلا أنه يحتوي على مناطق مغناطيسية محلية على السطح. وتسمى هذه المناطق أيضًا الشذوذات المغناطيسية، وهي من بقايا التاريخ المغناطيسي القديم للكوكب.

تحويل المريخ إلى كوكب صالح للحياة بين الواقع والخيال

أحد الاقتراحات الشائعة لتحويل المريخ إلى منطقة صالحة للسكن هو عملية الاستصلاح – وهي عملية تغيير البيئة.

وقد ظهرت هذه الفرضية نتيجة وجود أدلة قاطعة على وجود مادة عضوية على سطح المريخ، مما يعني أن المريخ كان يحتوي على مركبات كربونية في السابق، تعرف بالجزيئات العضوية. باستخدام الغازات والجزيئات والمواد العضوية الموجودة في الغلاف الجوي، جنبًا إلى جنب مع المركبات الجوالة المتمركزة على الكوكب، اقترح الكثيرون زيادة سماكة الغلاف الجوي للكوكب واحتمال ذوبان الجليد لإطلاق الماء.

على الرغم من تلقيب المريخ بالكوكب الميت إلا أنه لن يتوقف العلماء عن التفكير في الاحتمالات والطرق التي يمكن تحويله بها إلى كوكب صالح للحياة مثل كوكب الأرض

المصدر

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments