العلم والمعرفةمنوعات تعليمية

هل يوجد في الواقع أي فرق بين طعم الكوكاكولا والبيبسي؟

توجد حرب شرسة بين شركتي الكولا وتسمى هذه الحرب باسم حروب الكولا. وعند سؤال العديد من الأشخاص إذا كانوا يوجد فرق بين طعم كوكاكولا وبيبسي ستجد العديد من الاشخاص يخبروك بأنه يوجد فرق في الطعم. يمكن أن تجد بعض الأشخاص يفضلون الكولا عن البيبسي أو العكس، ولكن لماذا هذا التعصب من أجل مشروب؟ وهل يوجد فرق فعلًا. باستخدام مفهوم التسويق العصبي تم تفسير هذه المعركة الغريبة.

ما هو تعريف التسويق العصبي؟

كلمة التسويق العصبي عبارة عن مزيج من كلمتي علم الأعصاب والتسويق.

ويعرف علم الأعصاب بأنه دراسة أي شيء له علاقة بجهازنا العصبي ويتضمن البحث في الدماغ وعلم النفس الخاص به. أما التسويق فهو الإستراتيجية التي تستخدمها الشركات لمساعدتهم على بيع المنتجات من خلال استخدام الإعلانات الجذابة. 

ويعتمد التسويق على دراسة علم الاعصاب لكي يفهم المسوقون ماذا يبيعون ولمن، وفهم نفسية المشتري وكيفية جعل الإعلانات جذابة لهم. وهذا هو معني التسويق العصبي. ويهدف إلى فهم السبب الكامن وراء السلوك الشرائي للأشخاص وكيفية التلاعب به وهذا ما تستخدمه شركات المشروبات الغازية لزيادة عدد مستهلكين منتجاتها.

الفرق بين كوكاكولا وبيبسي

اقرأ أيضًا:

كوكاكولا مقابل بيبسي

تم إجراء تجربة بمشاركة 67 شخص، وتم استخدام المشروبات الغازية (كوكا كولا وبيبسي). وقام العلماء بقياس نشاط الدماغ عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)  أثناء تناول المشروبات. عندما يتم تنشيط منطقة من الدماغ، يندفع الدم إلى تلك المنطقة. ويلتقط التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي هذا التغيير في تدفق الدم. 

ويساعد التصوير بالرنين العلماء على فهم منطقة الدماغ التي تنشط استجابةً لمحفزات معينة، مما يمكن العلماء من فهم السلوك البشري. ومن خلال استخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي، لاحظ العلماء أي أجزاء من الدماغ يتم تنشيطها عند تناول المشروبات المختلفة.

وعندما لم يعرف المشاركون نوع المشروب الذي كانوا يتناولونه، فإن تفضيل المشروبات كان أكثر أو أقل بنسبة 50٪. بينما عندما عرف المشاركون نوع المشروب قبل تناوله كان هناك اختلاف كبير في النتائج. لاحظ العلماء التغير الكبير مع أن الشيء الوحيد الذي تغير في التجربة هو معرفة نوع المشروب والعلامة التجارية.

عندما لم يعرف المشاركون أسماء المشروبات، أضاءت قشرة الفص الجبهي البطني ويقع في مقدمة الدماغ، وتستجيب هذه المنطقة من الدماغ بشكل خاص للأطعمة التي نجدها مرضية، مثل:  المشروبات الغازية، والحلويات.

أما عندما عرف المشاركون أسماء المشروبات، أضاءت مناطق الدماغ المرتبطة بالعواطف والذكريات. ومع إدراكهم بنوع المشروب، أظهر المشاركون رد فعل عاطفي لمعرفة اسم علامتها التجارية.

واستنتج العلماء إلى أن الحملات الإعلانية الناجحة للعلامة التجارية كان لها تأثير على ذاكرة الأشخاص لدرجة أنهم أقاموا روابط عاطفية مع الفكرة نفسها، مما منحهم الراحة والسعادة.

ومع عدم وجود فرق في طعم بيبسي وكوكاكولا بشكل كبير إلا أن العديد من الأشخاص يفضلون نوع عن الأخر بسبب الحملات الإعلانية والذكريات المرتبطة بالمشروب. ويمكنك تجربة هذه التجربة مع أصدقائك.

المصدر

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments