أحكام شرعيةإسلاميات

ما هي الفتاوى الشرعية؟ وما هو حكم الفتوى في الإسلام؟

الفتاوى الشرعية من المسائل الهامة والضرورية في حياتنا، حيث حوى الإسلام كل الأحكام التي وردت في الشرائع السابقة وزاد عليها، ولاشك أن ما يطرأ من مسائل وقضايا حياتية وفقهية تستدعي الاستفسار والاستعلام عن أحكامها؛ كونها لم توجد في العصور السابقة، علاوة على كثرة وارتفاع الملتحقين بالدين الإسلامي، كل هذا جعل الحاجة ماسة وملحة إلى تكوين لجان الإفتاء الشرعي للبت في الكثير من المسائل المستحدثة، وسيدور هذا المقال حول مفهوم الفتاوى الشرعية، وحكمها، وضرورتها بحياتنا.

الفتاوى الشرعية وضرورتها في حياتنا

إن الفتاوى الشرعية من الأمور شديدة الحساسية في أي مجتمع مسلم، فهي من الأمور التي تأخذ حيزًا كبيرًا من الاهتمام سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي؛ ذلك أنه: 

  • ليست مسألة التصدي للإفتاء الشرعي والرد على استفسارات الناس فيما يخص أمور وقضايا دينهم بالأمر السهل أو الهين كما يتصور البعض.
  • وإنما هو أمر كبير الخطر، عظيم الأثر، فالمفتي كما يصفه العلامة النووي وارث الأنبياء.
  • وهو الذي يقوم بفرض الكفاية نيابة عن الأمة؛ مصداقًا لقول الله -تعالى-: (فلولا نفر من كل أمة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون).
  •  والمفتي صاحب أمانة عظيمة، وعليه أن يتحلى بالشروط والضوابط اللازمة للوقوف في هذا الموقع العظيم، وتحمل تلك المسؤولية الكبرى.

اقرأ أيضًا:

تعريف الفتاوى الشرعية لغة

الفتاوى جمع فتاوى، وهي تعني: الجواب عن المسألة، أي توضيح وتبيين المسألة والإرشاد وبيان حكمها الصحيح، وهي واحدة من الفعل الرباعي أفتى يفتي إفتاءً، وفيما يلي توضيح أصل الاستعمال:

  • وفي الأصل استعملت في تفسير الرؤى المنامية، فيقولون فلان يفتيك في المنام، أي سيعبر لك عن تلك الرؤيا التي رأيتها ويقوم بتفسيرها لك.
  • ثم اتسع استخدامها مع مرور الوقت لتشمل الجواب عما يمكن أن يكون غامضًا أو مشكلاً من قضايا الشرع أو العرف أو القانون.
  • ومع تزايد الطلب على الفتوى وارتفاع القضايا المستجدة، تم إنشاء دار الفتوى، أو دار الإفتاء؛ لتكون معلومة أنها دار المفتي التي يتلقى فيها  استفسارات الناس ويجيبهم عنها.

تعريف الفتوى اصطلاحًا

يتساءل الكثيرون ما معنى الفتوى في الشرع والاصطلاح؟ وما تعريف الفتوى والاستفتاء؟ وفي النقاط التالية توضيح لمعنى الفتوى في اصطلاح الفقهاء:

  • الفتوى هي: “توضيح الحكم الشرعي في مسألة من المسائل الدينية”، وقد تكون على إثر سؤال واستفسار، وقد لا تكون كذلك.
  • ولا يختلف تعريف الفتوى عند الشيعة عن تعرف الفتوى عند أهل السنة والجماعة.
  • فهو يدور في فلك الكشف عن الأحكام الشرعية، واستنباط الأحكام من النصوص المتواترة.
  • ففي النوازل والأحداث المفاجئة يقوم المفتي بالتطوع بإبداء الحكم الشرعي بغرض القضاء على الشائعات، وتصحيح أقوال الناس وسلوكياتهم إزاء تلكم النوازل.
  • ويطلق على من يتصدى للأمر “المفتي”، وهو شخص استثنائي في طبعه وعلمه وسلوكه ومحل ثقة الناس به.
  • وأن يكون ملهمًا لاستنباط الأحكام التي يمكن إسقاطها على ما يستجد من أحداث وقضايا، فهو موكل بتوصيل وتوضيح مراد الله تعالى.

حكم الفتوى في الإسلام 

هناك لغط حول حكم الفتوى، وهل هي فرض عين أم فرض كفاية، وفيما يلي توضيح لذلك الأمر:

  • الفتوى في الإسلام فرض كفاية، بمعنى أنه إذا قام به البعض، ممن تنطبق عليهم الشروط، ويجمع على علمهم وفقههم الناس، سقط عن الباقين.
  • وقد تصبح فرض عين إذا لم يتصدى واحد من المسلمين للفتوى، بحيث لا يمكن أن يترك الأمر دون شخص ينوب عن الأمة، ويفتي للناس في أمور دينهم.
  • وقد حسم رب العزة سبحانه وتعالى هذا الجدل من خلال آية قرآنية كريمة في سورة التوبة.
  • يقول فيها: (فلولا نفر من كل أمة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون).

اقرأ أيضًا:

شروط المفتي

هناك عدة شروط لابد من توافرها في المفتي الذي يقوم بالتصدي لتلك المسألة بالغة الحساسية، وتلك الشروط هي:

  • أن يكون مكلفًا: أي أن يكون بالغًا عاقلاً.
  • أن يكون مسلمًا تام الإسلام مقيمًا وفرائضه.
  • أن يكون مأمونًا: أي ممن شهد الناس بأمانته.
  • أن يكون ثقة: أي أن يكون موثوقًا به.
  • أن يكون متنزها عن عوامل الفسق والدناءة وخوارم المروءة.
  • أن يكون ذا علم بالأحكام الشرعية وقضايا الفقه والقضاء.
  • أن يكون ملمًا بالأدوات التي يمكن من خلالها استنباط الأحكام في القضايا والمسائل المستجدة، كالعلم بالكتاب والسنة والعلم بالناسخ والمنسوخ، وغير ذلك من أدوات الاستنباط.
  • أن يكون عالمًا بأساليب الثبوت والدلالة والترجيح والظن والتوقف، وغير ذلك مما يقنع به الآخرين، ويكون طليق اللسان فصيح البيان.

خصائص الفتوى

هناك عدة خصائص تتوافر في الفتوى، بطبيعتها تختلف عن المسائل الحياتية العادية، من أهم خصائص الفتوى ما يلي:

  • عدم تضارب المفتي الواحد في المسألة الواحدة، فإذا حدث تضارب.
    • بأن أفتى في مرة بالجواز وفي مرة بالمنع والحرمة في نفي المسألة أخل ذلك بقيمة فتواه.
  • الفتوى تقوم على الاستيضاح من المستفتي، فمثلاً عند الاستفتاء عن الطعام والشراب بعد الفجر في رمضان.
    • لابد من الاستفسار عما إذا كان الفجر الأول أو الثاني.
  • الفتوى تقوم على الهدوء والاستنباط الصحيح للمسائل بعيدًا عن الغضب، ومن هنا يمنع على القاضي أو المفتي.
    • أن يمارس أحدهما عمله وهو غضبان؛ مصداقًا لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: “لا يقضي القاضي بيْنَ اثنَيْنِ وهو غضبانُ”.

وفي نهاية هذا المقال نكون قد تحدثنا بالتفصيل عن الفتاوى الشرعية وضرورتها في حياتنا وعن تعريف الفتاوى الشرعية لغة واصطلاحًا وشروط المفتي، وخصائص الفتوى، وغير ذلك من المعلومات الواردة بالمقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments