الصلاة في الإسلام هي عمود الإسلام والركن الثاني من أركانه، وهي أولى العبادات التي فرضت على المسلمين، وهي واجبة على كل مسلم، بالغ، عاقل، ذكر وأنثى، فرضت في مكة المكرمة قبل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، وتحديدًا في السنة الثانية قبل الهجرة، وذلك أثناء رحلة الإسراء والمعراج.
محتويات
تعريف الصلاة
الصلاة في اللغة العربية مشتقة من كلمة “صلوين” ومفردها “صلا” ويقصد به العرقان الموجودان في جانبي القدم والاذين ينحنيان في الركوع والسجود، وكلمة الصلاة لها أكثر من معنى منها ما يلي:
- الصلاة بمعنى الدعاء، وذلك كما جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام: “إذا دعي أحدكم، فليجب، فإن كان صائمًا، فليصلِّ”. أي فليدعو.
- إذا جاءت الصلاة مقرونة بالله عز وجل، فعندئذ تعني الرحمة من الله، أو استغفار الملائكة.
- كما في قوله تعالى:{هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
- وتأتي كلمة الصلاة بمعنى المدح أو الثناء كما في قوله تعالى: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
- وتعرف الصلاة اصطلاحًا بأنها أقوال مخصوصة وأفعال، تفتتح بالتكبير، ثم تختم بالتسليم.
اقرأ أيضًا:
مكانة الصلاة في الإسلام
الصلاة هي أعظم فريضة، وهي أهم فريضة بعد الشهادتين، أكثر الله عز وجل من ذكرها في القرآن الكريم لعظم شأنها، وخطورة تركها فهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، ومن الآيات والأحاديث التي ذكرت في الصلاة ما يلي:
- قال تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} (البقرة: 238)
- كما قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون} (النور: 56).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر”، ويدل هذا الحديث على مدى خطورة ترك الصلاة.
- قال أيضًا عليه الصلاة والسلام: “بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة”.
حكم الصلاة في الإسلام
- الصلاة فرض على كل مسلم بالغ عاقل، فالواجب على المسلمين من الرجال والنساء العناية بالصلاة، وأدائها في وقتها.
- وذلك الوجوب لا يسقط مهما كان حال المكلف بها، وفي بعض الظروف يطرأ على الصلاة بعض التغييرات سواء في هيئتها أو في عددها.
- وذلك في حال السفر أو الخوف أو المرض، ولكنها لا تسقط عن المكلف ما دام مناط التكليف قائمًا وهو العقل.
اقرأ أيضًا:
حكم تارك الصلاة
- تناسب حكم تارك الصلاة مع عظم ما ترك، فمن ترك الصلاة جحودًا بها ونكرانًا لفرضيتها فهو كافر خارج من الملة.
- وذلك بإجماع علماء المسلمين، وذلك وفق ما جاء في الحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة”، فالجحود في اللغة هو إنكار الشيء مع العلم بصحته.
- أما من ترك الصلاة جحودًا وهو لم يسمع عنها من قبل، أو هو حديث عهد بالإسلام فإنه يعذر بسبب جهله.
- أما مضيع الصلاة من المسلمين وهو مدرك لوجوبها فإن عليه ذنب كبير.
- حتى أن بعض أهل العلم قالوا أنه يحشر مع الكفرة.
- وذلك وفق ما جاء في الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حافظ على الصلاة كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف.
متى فرضت الصلاة على المسلمين؟
- فرضت الصلاة على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج، فقد ورد عن أنس بن مالك أنه قال “فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمسة، ثم نودي: يا محمد: إنه لا يبدل القول لدي، وإن لك بهذه الخمس خمسين”.
- وقد تميزت الصلاة عن غيرها من العبادات بأنها فرضت في السماء، بعد أن التقى النبي عليه الصلاة والسلام بالأنبياء جميعًا.
- وبعد أن غسل قلبه صلوات الله وسلامه عليه بماء زمزم، وهو ما يعتبره البعض إشارة إلى ما يسبق الصلاة من الطهارة.
- كذلك فرضت الصلاة من قبل الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام بدون وسيط.
- الأمر الذي يوضح عظم شأن الصلاة، وارتفاع مكانتها وتفردها عن غيرها من العبادات المفروضة على المسلمين.
اقرأ أيضًا:
أول صلاة صلاها النبي
- أدى النبي فريضة الصلاة في اليوم الذي تلا رحلة الإسراء والمعراج مباشرة، وكانت أول صلاة له هي صلاة الظهر.
- وقد أمه بها سيدنا جبريل عليه السلام، لذا سميت صلاة الظهر بالصلاة الأولى.
- وذلك لأنها أول صلاة للنبي عليه الصلاة والسلام، ثم علمه جبريل بعد ذلك الأوقات الخاصة بكل صلاة، وكيفية أداء الصلوات.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم والذي كان بعنوان الصلاة في الإسلام والذي تناولنا من خلاله مكانة الصلاة في الإسلام، وحكمها، وحكم تارك الصلاة، ومتى فرضت الصلاة على المسلمين.
