أحكام شرعيةإسلامياتمعلومات إسلامية

فضل وأهمية صيام عاشوراء في الإسلام

يوم عاشوراء من الأيام المهمة في الدين الإسلامي، فهو يوم يحبب فيه الأعمال الصالحة والإكثار من الصلاة والذكر والصيام بالطبع. فدعونا نعرف فضل صيام عاشوراء وأهمية هذا اليوم في الإسلام.

فضل صيام عاشوراء

قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث مسلم: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ”.

هذا حديث يؤكد فضل صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء في تكفير الذنوب والسيئات. فصيام يوم عرفة يُكفِّر ذنوب سنة كاملة تقع بين هذا العام والعام الماضي. وصوم يوم عاشوراء يُكفِّر ذنوب سنة كاملة تقع بين هذا العام والعام الذي قبله.

إن هذا من فضل الله تعالى على عباده، أنه أعطانا فرصة عظيمة للتوبة والاستغفار والتخلص من الذنوب من خلال صيام يومين فقط في العام. ويجب على المسلمين الاستفادة من هذه الفرصة للتقرب إلى الله تعالى.

لا ينبغي نسيان أن الصيام لا يكفر الذنوب الكبيرة الّتي تتطلب التوبة الصادقة والاستغفار الخاص بها. ولكن صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء يعتبر تكفيرًا للذنوب الصغيرة التي يرتكبها الإنسان في الحياة اليومية.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام يوم عاشوراء ويعظمه لما له من فضل ومكانة في الإسلام. فعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال : “مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ ، إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ”، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شهر رمضان.

يُعتبر يوم عاشوراء من الأيام المباركة في التاريخ الإسلامي، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم فضيلته وأهميته من خلال صيامه وتشجيع المسلمين على الصوم فيه.

في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: “مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”.

هل يكفر صيام عاشوراء كل الذنوب ؟

صيام عاشوراء

صيام يوم عاشوراء يكفر الذنوب الصغائرة فقط، أما الذنوب الكبيرة فتحتاج إلى توبة خاصة واستغفار من الله. الأحاديث النبوية وأقوال العلماء تؤكد أن صيام يوم عاشوراء يمحو الذنوب الصغيرة فقط.

وقد قال الإمام النووي رحمه الله في شرح المهذب ج٦: “صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ , وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ. وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ … كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ. وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ، .. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ، رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ”

وقد قال ابن تيمية أيضًا: “وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ، وَالصَّلاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَعَرَفَةَ، وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ”.

يظن الكثير من المسلمين للأسف أن صيام يوم عاشوراء وغيره من الأيام-مثل يوم عرفة- يكفر كل الذنوب أو الآثام بلا استثناء. ولكن في الواقع، يمكننا في النهاية بعد كل الذي ذكرناه أن نجيب على السؤال الأساسي بـ “لا، بل الذنوب الصغيرة فقط”. والله أعلم.

اقرأ أيضًا:

تاريخ يوم عاشوراء

يوم عاشوراء هو يوم مميز منذ عهد النبي موسى عليه السلام، وهو بالمناسبة يوم اعتداد اليهود صيامه أيضًا.

هذا اليوم العظيم هو اليوم الذي أهلك الله تعالى فيه فرعون وجنوده في البحر، بعد أن أمر الله موسى بضرب البحر  بعصاه. وقد أمر الله موسى بتذكير قومه بمثل هذا اليوم حين قال: “ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكّرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور”.

روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال: ” ما هذا ؟ ” قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يومٌ نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال ﷺ : ” فأنا أحق بموسى منكم . فصامه وأمر بصيامه”. رواه البخاري.

أما في لفظ مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، رأى اليهود يصومون عاشوراء، فقال : “ما هذا ؟” قالوا : هذا يوم عظيم، نجّى الله تعالى فيه موسى، فقال عليه الصلاة والسلام: “أنا أولى منكم بموسى” فصامه وأمر بصيامه.

هل يجب صيام تاسوعاء مع عاشوراء ؟

صيام عاشوراء

من المحبب صيام التاسع من محرم مع يوم عاشوراء، فقد روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ” قَالَ: “فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”. رواه مسلم.

وفي الختام، نتمنى أن نكون قد أفدناكم بشيء اليوم. لا تنسوا في حال أعجبكم الموضوع أن تشاركوه مع العائلة والأصحاب لتعم الفائدة وينتشر الثواب بين الجميع.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments