تجنب هذه الأخطاء الشائعة في أثناء الكتابة أو التحدث باللغة العربية
الغنى والقوة سلاح ذو حدين، فإن امتلكهما الإنسان سعى لاستخدامهما في تنفير وتخويف من حوله أو في تقريبهم وترغيبهم به. كذلك هي لغتنا العربية بغناها وقوتها، لكنها بريئة من التنفير والتخويف كبراءة الذئب من دم يوسف.
وأعتقد أن غناها بالمصطلحات والمعاني والحالات هو سبب لنحبها أكثر وننشرها أكثر ونسعى لتعلمها أكثر بدل أن نعرض عنها ونستبدلها بل ونشعر بالثقل تجاهها.
والحال نفسه في موضوع الأخطاء الشائعة وذلك لأنه كثير من التعابير الصحيحة انتشرت على أنها خطأ والعكس صحيح، مما سبب ارتباك ونفور من صعوبة استخدام هذه اللغة وذلك ليس به من الصحة شيء.
إذ أن اللغة العربية سلسة وبسيطة بشكل عام يمكن تعلمها والنطق بها بفصاحة دون أخطاء بكل سهولة، ولا داعي للخوض بالتفاصيل المعقدة ما لم تكن متخصصًا أو شاعرًا أو أديبًا، ويجب الذكر أن الحال هذا نفسه في جميع اللغات. إذ أردت التعمق والتلاعب بالكلمات سيكون الطريق أصعب بالتأكيد.
وفيما يلي أقدم لكم أخطاء شائعة في اللغة العربية والصواب لكل منها مع التفسير، وهذا غيض من فيض على سبيل المثال لا الحصر:
محتويات
أخطاء شائعة في اللغة العربية
- يقولون: هي إمارة ما بيني وبينك.
- والصواب: أَمارةُ ما بيني وبينك. والأمارة هي: العلامة، أما الإمارة من فعل أَمُرَ: أي صار أميرًا.
- يقولون: حدثته عندما وقف أمامي.
- والصواب: حدثته عندما وقف تجاهي أو قُبالتي أو إزائي؛ لأن المرء يحدث غيره وهو يواجهه. و (وقف أمامي) تعني: وقف مديرًا لي ظهره، كما يدير الإمام ظهره للمصلين.
- يقولون: أيهما أفضل الكتابة أو القراءة؟
- والصواب: أيُّما أفضل القراءة أو الكتابة؟
- يقولون: لا ينبغي عليه أن يفعل كذا.
- والصواب: لا ينبغي له أن يفعل كذا.
- من الخطأ قول كلّا لمجرد النفي، وذلك لأن كلّا تحمل معنى أكبر من النفي، فهي تحمل معنى الزجر والردع والتنبيه وتأكيد النفي.
- وفي حال أردت النفي أو النهي فقط فالصواب قول: لا.
- من الخطأ قول جئنا سويةً أو جئنا سويًّا، والصواب قول جئنا معًا.
- لأن سوية وسويا لا تأتيان بمعنى معًا بل هما بمعنى السواء والاعتدال.
- من الخطأ قول: قرأت حوالي عشرة كتب.
- والصواب قول: قرأت نحو عشرة كتب. وذلك لأن من الخطأ استخدام الظرف “حوالي” بمعنى “قرابة” التي تعني “تقريبًا” لأنه ظرف مكان بمعنى “حول”
- من الخطأ قول: هو شديد الحساسية.
- والصواب: هو شديد الإحساس، أو حساس، أو مرهف الحس.
من الأخطاء الشائعة جدًا والمهمة
الخلط بين الفعلين تُوُفِّي، وتَوَفَّى:
- قل: سِرْتُ في جِنازة المُتَوَفَّى (بفتح الفاء المشددة)
- ولا تقل: سِرْتُ في جِنازة المُتَوَفِّي (بكسر الفاء المشددة)
حيث يكثر أن نسمع كلمة “المُتَوَفِّي” بصيغة اسم الفاعل للإشارة إلى الميت،والصواب أن نقول “المُتَوَفَّى” بصيغة اسم المفعول، لأن المُتَوَفِّي هو الله (عز وجل)، أو ملك الموت بأمر من الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى شَكٍّۢ مِّن دِينِى فَلَآ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِى يَتَوَفَّىٰكُمْ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
الخلط أو المساواة بين الفعلين قَعَدَ، وجَلَسَ:
- قل: كان واقفًا فقَعَدَ. وكان متكئًا فجَلَسَ.
- ولا تقل العكس.
نستخدم الفعلين بمعنى واحد، على الرغم من أن لغتنا العربية اتسعت لتشمل كل المعاني بألفاظ مخصوصة لكل منها.
فالجالس كان مضطجعًا أو نائمًا أو متكئًا أو ساجدًا ثم جلس، والقاعد كان واقفًا أو قائمًا ثم قعد.
الخلط بين يوجد ويتواجد:
- قل: المعلم يوجد في المدرسة
- ولا تقل: المعلم يتواجد في المدرسة
فالفعل تواجد لم يرد بمعنى الحضور، بل بمعنى ادعاء الوَجْدِ، والوجد هو الحزن الشديد.
أخطاء شائعة في التراكيب اللغوية
- قل: قرأتُ أبياتًا من الشعر (نصبًا بالفتحة)
- ولا تقل: قرأتُ أبياتٍ من الشعر (نصبًا من الكسرة)
وإن ذلك رغم وضوحه يقع فيه الكثيرون، فجمع المؤنث السالم وما جمع بألف وتاء ينصبان بالكسرة، وعلى هذا ينصبون كلمة “أبيات” بالكسرة. لكنها جمع تكسير ينصب بالفتحة.
وكذلك هو الحال في كلمات أخرى مثل: “أقوات”، و”أصوات”، و”أموات”، وكلها جمع تكسير.
- قل: أَثْرَ ذَلِكَ عَلَى سِعْرِ الدُّولَارِ. وَقُلْ مِمَّا أَثْرَ عَلَى سِعْرِ الدُّولَارِ.
- لَا تقل مِمَّا أَثْرَ ذَلِكَ عَلَى سِعْرِ الدُّولَارِ.
- قل: اعتاد الرجل السفر
- لا تقل: اعتاد الرجل على السفر
فالفعل اعتاد فعل متعدٍّ بنفسه، لا يحتاج إلى حرف جر للتعدي. وكذلك هو الحال مع الفعل “التزم”
نقول: التزمت قانون العمل بدلًا من : التزمت بقانون العمل.
- قل: أنهيْتُ العمل
- ولا تقل: انتهيت من العمل
يشيع شيوعًا كبيرًا تعدية الفعل “انتهى” بحرف الجر من للتعبير عن إنهاء الشيء، فيقال: “انتهيت من كتابة الخطاب”، أو “انتهت الأم من ترتيب المنزل”
والفعل انتهى في مثل هذه العبارات يجيء بمعنى الاكتمال أو بلوغ النهاية، فيكون فاعله هو الشيء المنهي نفسه لا من ينهيه.
أي نقول: “انتهت كتابة الخطاب”، أو “انتهى العمل” أو “انتهى ترتيب المنزل”.
فإذا أردنا أن يكون من يتمم العمل هو الفاعل قلنا: “أنهيتُ كتابة الخطاب”، أو “أنهيت العمل”، أو “أنهت الأم ترتيب المنزل”.
اقرأ أيضًا:
- لخص ما تريد من أبحاث ومقالات وغيرها بخطوات فعالة
- 5 طرق لإصلاح التدقيق الإملائي في Microsoft Word
- ما هو المقال؟ وكيف يمكنك كتابة مقال مميز؟
أخطاء شائعة في اللغة العربية في التذكير والتأنيث
- يقولون: هذا البئر عميق. والصواب: هذه البئر عميقة؛ لأن كلمة بئر مؤنثة.
- وهناك كلما مؤنثة كثير، يُذكّرها عدد كبير من الكُتّاب، مثل: أرنب وضبع ويمين (قَسَم).
- يقولون إن البلد مذكر. والصواب: يجوز تذكير وتأنيث كلمة البلد.
- يقولون: آلمته رأسه، وبدت رأسه. والصواب: آلمه رأسه، وبدا رأسه؛ لأن (الرأس) كلمة مذكرة دائمًا.
- يخطئون من يقول: هذه البطن، ويقولون إن البطن مذكر، وفي الحقيقة يجوز في هذه الكلمة التذكير والتأنيث.
بعض الأخطاء الشائعة في الجمع
- يجمعون (بائس) على (بؤساء). والصواب: بُؤْسٌ. أما (البؤساء) فهي جمع (بئيس). والبئيس هو: الشجاع القوي.
- من الخطأ جمع مدير على (مدراء)، والصواب جمعه جمع مذكر سالم أي: مديرون أو مديرين.
- من الخطأ قول (أكفّاء) في جمع (كفء)، والصواب: أَكْفَاءٌ (بدون تشديد الفاء)، كِفَاءٌ.
- أما أكفّاء مع تشديد الفاء فهي جمع (كفيف) أي فاقد البصر.
أخطاء شائعة في اللغة العربية
من الأخطاء الحديثة الشائعة، هي أخطاء الترجمة الحرفية عن اللغة الإنجليزية بدلًا من إيجاد المعنى الصحيح المقابل لها في اللغة العربية:
- كقول: خذ القطار بدلًا من: سافر في القطار، أو اركب القطار.
- كذلك التعبير: خذ وقتك، بدلًا من: تأنَّ، أو تمهّل.
- قول: الأمر الذي حملنا على فصل فلان من العمل هو قلة أمانته، أو قلة أمانة فلان حملتنا على فصله من العمل، لأن استعمال كلمة “الأمر” هنا، ركيك جدا وليس عربي الأصول والسبك.
أتمنى أن أكون قد وُفّقت في تقديم معلومات مفيدة في هذا المقال، وأن تقرّبنا المعرفة أكثر من لغتنا المميزة ومن بعضنا.
يمكنكم مشاركتي استفساراتكم وملاحظاتكم واقتراحاتكم في التعليقات، وسأكون ممنونة لكم.
المصادر:
- كتاب الأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية – محمود عبد الرازق جمعة
- معجم الأخطاء الشائعة – محمد العدناني
