العلم والمعرفةتفسير الأحلامفلسفة وعلم النفسمنوعات

ما هي أضغاث الأحلام؟ وما الفرق بينها وبين الأحلام والرؤى؟

نهرب أحيانًا من الواقع إلى عالم الأحلام من خلال النوم لكن أحيانًا يلاحقنا واقعنا وتلاحقنا مشاعرنا المكبوتة ومخاوفنا لتظهر في أحلامنا أو في اضغاث الاحلام فما الفرق بينهما؟ وما معنى أضغاث الأحلام ؟

ما هي اضغاث الاحلام ؟؟

أضغاث الأحلام هي باختصار الأحلام المتداخلة والتي تحوي تفاصيل كثيرة وغالبًا تكون بدون تفسير أو معنى لأنها من اختلاق الباطن نفسه، أو حتى لكثرة تفاصيلها المتداخلة والتي لا تمت لبعضها بصلة أو لأسباب مختلفة أخرى، وقد ذكرت الكلمة في القرآن الكريم حين قال تعالى في سورة يوسف على لسان أعوان ملك مصر: “قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ”.

أضغاث الأحلام في الواقع مأخوذة من “ضغث”. وهي كلمة عربية بمعنى الحشائش المختلطة والمتداخلة من طويلة وقصيرة ورطبة وجافة، ولهذا فهي تستخدم للإشارة إلى التداخل والتعقيد.

اضغاث الاحلام

الأحلام من منظور الحضارات المختلفة

كانت لكل حضارة ثقافة خاصة حول الأحلام وطريقة تفسيرها، ولكننا بشكل مختصر سنخبركم عن الثقافة الإسلامية والغربية.

الثقافة الإسلامية

كانت الأحلام محل اهتمام المسلمين قديمًا حتى أن أصبحت تمثل علمًا كاملًا عند بعض كبار العلماء مثل: ابن سيرين، الإمام النابلسي، ابن شاهين وغيرهم. كما أن هناك العديد من المفكرين المسلمين اشتهروا أيضًا بتفسير الأحلام كابن خلدون ومحي الدين بن العربي.

الثقافة الغربية

تأخر الأوروبيون كثيرًا في جانب الأحلام وتأويلها، إلا أنه في عام ١٨٩٩، قام سيغموند فرويد بتأسيس أول أسس علمية يمكن الاستناد إليها في تفسير الأحلام.

ذكر سيغموند فرويد أن الأحلام ما هي إلا نتيجة للصراع الداخلي بين الرغبات والشهوات الداخلية والقوى الداخلية التي تمنعك بالقيام بها، إلا أن هذا لا يفسر العديد من الأحلام المختلفة والتي يراها الناس يوميًا.

اقرأ أيضًا:

أنواع الأحلام

قسم المسلمون ما يراه الشخص في منامه إلى ثلاثة أنواع: (رؤى وأحلام وأحاديث نفسية)، وإليكم توضيح ما نقصد:

الرؤى

الرؤيا هي ببساطة ما يراه النائم أو يسمعه ويكون مصدره وحي من الله عز وجل، وتكون الرؤى غالبًا بشارة بأمر جيد يحدث للحالم أو قد تكون أحيانًا تحذير وإنذار له. 

بالرغم من كون الرؤيا عبارة عن وحي من الله لعباده وبالرغم من أن زمن الأنبياء والوحي قد انتهى. إلا أن الرؤى لازالت موجودة حتى اليوم ولم نسمع أي أقوال تفيد بأنها انتهت مع وفاة الرسول ﷺ، بل روي عن النبي ﷺ قوله “لم يبق من النبوة إلا المبشرات”، والمبشرات هي الرؤى الصالحة. وقد روي عن الرسول ﷺ أيضًا قوله “الرؤيا الصادقة من الله”

اضغاث الاحلام

أحاديث النفس (أضغاث الأحلام)

وهي عنوان مقالة اليوم، هذا النوع عبارة عن اختلاط من الأفكار والمشاعر في العقل اللاواعي وقت النوم، حيث أن الدماغ في هذا الوقت يقوم بعملية ترتيب وفرز للأحداث والمشاعر التي مررت بها خلال اليوم، ومن الوارد أحيانًا أن تتسرب بعض تلك البيانات إلى الجزء الواعي من الدماغ.

قد يختلط الأمر على الناس بعض الأحيان بين الأحلام وأضغاث الأحلام. حيث أن الدماغ ترسل بعض الإشارات للشخص أحيانًا (كصورة له يقع من مكان مرتفع، أو كصورة له وهو يغرق). وهذا يكون بغرض تنبيهه بالسقوط المحتمل أو باحتياجه للدخول إلى الحمام.

الأحلام

وهي وساوس الشيطان أو الأحلام السيئة التي يراها الرائي أحيانًا، وهي تتنوع من وفاة حبيب، صديق أو أي نوع من الأحلام السلبية.

ذكر النبي ﷺ هذا النوع من المنامات فقال “الحلم من الشيطان”، كما قال ﷺ: “إن الرؤيا ثلاث” وذكر منها : “أهاويل من الشيطان ليحزن بها بن آدم”، وقد وضح الرسول ﷺ ما يجب فعله إن رأى الشخص أحلام كتلك نوضحها لكم في النقاط التالية:

  • يستعيذ من الشيطان الرجيم بقول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”
  • أن يقوم المرء بالبصق على يساره ٣ مرات
  • أن يغير الجنب الذي ينام عليه
  • من الأفضل أن يقوم المرء ويصلي ركعتين

وصى الرسول ﷺ المسلمين بعدم الحديث بهذا الحلم مع أي إنسان آخر، وقد روى عبد الرحمن بن عوف عن الرسول ﷺ: “إنْ كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، قالَ: فَلَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ، فَقالَ: وَأَنَا كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ ما يُحِبُّ، فلا يُحَدِّثْ بهَا إلَّا مَن يُحِبُّ، وإنْ رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتْفُلْ عن يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهَا، وَلَا يُحَدِّثْ بهَا أَحَدًا فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ”.

وفي الختام، اضغاث الاحلام هي مجرد أفكار متداخلة من العقل الباطن لا تحمل معاني واضحة. نتمنى أن تكونوا قد استفدتم من الموضوع. لا تنسوا أن تشاركوا المقالة مع العائلة والأصدقاء وأن تتركوا تعليقًا مميزًا بالأسفل.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments