يتساءل الكثيرون عن اسباب عدم الثقة بالنفس لمحاولة تفاديها أو تحسينها، إذ إن الثقة بالنفس مفتاح النجاح والتطور وعند فقدانها سنواجه العديد من العوائق في كافة المجالات، وسنفقد القدرة على الإبداع والتقدم.

لذا في هذا المقال سنقدم أبرز 4 عادات نقوم بها دون وعي منا بأن ذلك سيؤثر على ثقتنا بأنفسنا.

التفكير المفرط في أخطاء الماضي

اسباب عدم الثقة بالنفس

بالطبع، كلنا نرتكب أخطاء. وعندما نفعل ذلك، من الطبيعي أن نشعر بالسوء حيال ذلك:

  • نفشل في اكتشاف الأخطاء البسيطة في عملنا ونشعر بخيبة أمل تجاه أنفسنا.
  • نقول شيئًا غير مناسب في حفل عشاء ونشعر بالحرج بعد ذلك.
  • في بعض الأحيان نفشل تمامًا: عدم اجتياز امتحان أو حتى طردنا من العمل بسبب الأداء الضعيف والشعور بالفشل.

حسنًا، قدر من التفكير في أخطائنا يعد أمرًا صحيًا وجيدًا لتقديرنا لذاتنا لأنه يساعدنا على تجنب الأخطاء المماثلة في المستقبل:

  • إذا فشلت في الاختبار، فمن الأفضل أن تسأل نفسك عن السبب حتى تتمكن من الاستعداد بشكل أفضل في المرة القادمة والتعلم من هذا الفشل.
  • إذا “فشل” زواجك لأنك كنت مستهلكًا في العمل ولم تقضي وقتًا ممتعًا مع زوجتك، فمن المحتمل أن يكون من المفيد التفكير في ذلك إذا كنت تريد أن تتحسن العلاقات المستقبلية.

فرّق بين التفكير المفيد والتفكير الضار

مثل العديد من أفضل جهودنا في الحياة، فإن التفكير في أخطاء الماضي والتفكير المطول فيها سيؤثر سلبًا علينا:

  • من المحتمل أن يكون قضاء بضع ساعات في التفكير فيما حدث بشكل سيء خلال تلك المقابلة التي قصفتها مفيدًا جدًا لأدائك في المقابلات المستقبلية.
  • قد يؤدي قضاء بضع ساعات في الأسبوع لبضعة أسابيع إلى بعض الأفكار الجديدة. على الرغم من أن هذا وقت طويل لبضع رؤى جديدة …
  • قضاء ساعات في الأسبوع لسنوات في التفكير في كيفية إفسادك لتلك المقابلة … نعم، ربما لا يستحق ذلك!

لمجرد صحة حقيقة أنك ارتكبت خطأً ما في الماضي لا يعني أن التفكير فيه أكثر هو أمر مفيد.

الفائدة هي ما يميز التفكير الصحي عن الانغماس في التفكير غير الصحي.

وأحد أكبر أسباب معاناة الناس من قلة الثقة بالنفس هو اعتيادهم على التفكير في أخطاء الماضي بشكل غير مفيد.

عندما تتأمل في أخطائك وتحاول استخدامها كفرص للتعلم، فإنك تشعر بالسوء بشأن نفسك ولكن هذا الشعور السيء يتم تعويضه بالتعلم والتفكير الجديد والثقة الصحية بالنفس التي تأتي من الأداء الأفضل في المستقبل.

ولكن عندما تفكر في أخطاء الماضي بما يتجاوز نقطة المساعدة، فهذا كله آثار جانبية من دون فائدة.

تذكر:

  • فقط لأن الخطأ صحيح لا يعني أن التفكير أكثر فيه مفيد.
  • نحن عاجزون عن تغيير أخطاء الماضي. العيش في حالة إنكار لهذه الحقيقة من خلال الاستمرار في الإسهاب في أخطائنا يؤلمنا على المدى الطويل.

“الماضي لا يمكن أن يؤذيك بعد الآن، إلا إذا سمحت له بذلك”

القلق بشأن المستقبل يهدم الثقة بالنفس

القلق بشأن المستقبل عادة ما يكون عادة عقلية تشعر بالإنتاجية ولكنها في الواقع تضر بصحتك العاطفية وثقتك بالنفس.

وهنا هي النقطة المهمة التي يجب تذكرها:

  • التخطيط للمخاطر الواقعية يختلف كثيرًا عن القلق بشأن المخاطر غير الواقعية.
  • خيالنا هو أداة قوية. ولكن مثل أي أداة قوية، فهي يمكن استخدامها بشكل جيد أو سيء…

يمكن أن يساعد تخيل كيف يمكنك الاستمتاع بالعمل في وظيفة جديدة على نموك واستكشاف خيارات مهنية جديدة. ولكن تخيل جميع الطرق التي من المرجح أن تفشل في أي جهد جديد سيجعلك مضطربًا ويقلل من ثقتك بالنفس.
يمكن أن يساعد تخيل ماذا سيحدث إذا فقدت الكهرباء أثناء رحلة إلى الكوخ لقضاء عطلة نهاية الأسبوع على التخطيط المسبق وإحضار مصابيح يدوية إضافية وماء ومستلزمات أخرى قد تكون مفيدة. ولكن تخيل أن تتعرض أنت وعائلتك لحادث سيارة أثناء القيادة إلى الكوخ سيجعلك مضطربًا وغير آمن.

فرّق بين التخطيط والقلق

كل من التخطيط الواقعي والقلق الواقعي هما أشكال من أشكال التفكير في المخاطر المستقبلية. وعلى الرغم من أن التخطيط والإعداد مفيدان، إلا أن القلق نادرًا ما يكون مفيدًا ويأتي دائمًا مع سلبيتين كبيرتين:

  • القلق يجعلك مضطربًا. عندما ننخرط في العادة العقلية لتخيل المخاوف غير الواقعية والسيناريوهات الأسوأ في المستقبل، فإننا ندرب أدمغتنا على الخوف بلا داعٍ. ونتيجة لذلك، ننتهي بالشعور بالقلق بلا داعٍ. القلق هو محرك القلق.
  • يخفض القلق ثقتك بالنفس. بالإضافة إلى جعلك تشعر بالقلق في اللحظة، يجعل القلق المزمن بشأن الأمور غير الواقعية في نهاية المطاف تشعر بالعجز عن قدرتك على التنقل في الحياة بنجاح. وعندما تشعر بذلك بشكل دائم، فإن ثقتك بالنفس تتأثر.

مثل التفكير في الأخطاء الماضية، يصل القلق بشأن المخاطر المستقبلية إلى نقطة التأثير السلبي علينا بسرعة.

إذا كنت واقعًا في عادة القلق بشأن المخاطر غير الواقعية في المستقبل، فإنك تحصل على كل الآثار الجانبية (القلق المزمن والثقة بالنفس المنخفضة) بدون فائدة حقيقية.

التفكير المفرط في الصدمات القديمة

التفكير المفرط في الأذى القديم يمكن أن يكون عادة غير صحية تؤدي إلى الغضب المزمن والاستياء وتجنب العمل الإيجابي وانخفاض تقدير الذات. عندما يؤذينا شخص ما، فمن الطبيعي التفكير في ذلك، وهذا ينطبق بشكل خاص إذا كان هذا الشخص قريبًا منا، مثل الأب أو الصديق أو الحبيب وما إلى ذلك.

يمكن أن يكون التفكير في كيفية أذيتنا في الماضي مفيدًا إلى حد ما، وذلك عند تتبع الأشخاص الذين يؤذوننا بانتظام، وذلك لمعرفة أي العلاقات صحية وتستحق الاستمرار فيها وأي العلاقات غير صحية ويتعين تجنبها!

ولكن، مثل التفكير في الأخطاء الماضية والقلق بشأن المخاطر المستقبلية، فإن التفكير في كيفية أذيتنا في الماضي يمكن أن يتحول بسهولة إلى عادة غير مفيدة ومن أهم اسباب عدم الثقة بالنفس.

وهناك عدة عواقب رئيسية لعادة التفكير المفرط في الأذى القديم:

  • الغضب المزمن والاستياء
  • تجنب العمل الإيجابي
  • انخفاض تقدير الذات

تحرر من الأذى القديم لتحصل على الثقة بالنفس

يجب العمل على التحرر من العلاقات غير الصحية أو الأذى القديم، وهو أمر صعب. غالبًا ما يتطلب ذلك تحديد حدود صحية وفرضها وإزالة الأشخاص من حياتك بشكل كامل أو العمل على مسامحة شخص ما، ونظرًا لأن كل من هذه الخطوات صعبة إلى حد كبير، يميل انحيازنا الطبيعي إلى تجنبها.

في النهاية، فإن قرار الاستمرار في التفكير في الأذى القديم أو تركه يتوقف على الرغبة في العيش مقيدًا بالماضي أو العمل من أجل حرية العيش باتجاه المستقبل. ومع ذلك، فإن التفكير المفرط في الأذى القديم يمكن أن يكون فخًا خطيرًا، ولكن فقط لأنك تعرضت للأذى، لا يعني ذلك أن إعادة تشغيل هذا الأذى سيكون في مصلحتك.

المغفرة هو عمل إرادي، والإرادة يمكنها العمل بغض النظر عن درجة حرارة القلب

قد تكون المغفرة عملية صعبة، خاصة عندما يكون الأذى الذي تسببه الآخرين كبيرًا. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للتعامل مع المشاعر والعواطف المرتبطة بالأذى، وقرار المغفرة قد لا يأتي بسهولة. ومع ذلك، من خلال اختيار المسامحة، يمكن للشخص تحرير نفسه من عبء الغضب والمرارة والحقد.

في النهاية، المغفرة هي نعمة تجاه النفس وتجاه الآخرين. تسمح بالشفاء والنمو وإعادة ترميم العلاقات. على الرغم من أن المغفرة قد لا تمحو ألم الماضي، يمكنها توفير مسار نحو السلام والحرية.

جلد نفسك بسبب مشاعرك

اسباب عدم الثقة بالنفس

قد تكون قد سمعت بمصطلح “قدح الشرارة” أو “التلاعب بالعقول” “gaslighting” من قبل، ويعني عندما يتلاعب شخص بآخر ليجعله يعتقد أنه مجنون. وهو شائع في العديد من العلاقات السيئة والمسيئة، حيث يقوم شخص واحد – على سبيل المثال – بتقويض قرارات الشخص الآخر بشكل سري للحفاظ على السيطرة والقوة في العلاقة.

وعلى الرغم من أن هذا الوضع مروع بالتأكيد بالنسبة لبعض الناس، إلا أن الأكثر ألمًا هو ما يأتي:

يقوم العديد من الأشخاص بالتلاعب الذاتي بشكل غير مدرك عن طريق العادة في الحكم على أنفسهم من خلال مشاعرهم.

على سبيل المثال:

  • عندما تنتقد نفسك لأنك “ضعيف” عندما تشعر بالحزن بسبب شيء حدث منذ وقت طويل، فأنت تجعل نفسك تشعر بالجنون بشأن شيء عادي تمامًا وصحي.
  • عندما تحكم على نفسك لأنك تشعر بالقلق والتردد خلال اجتماع في العمل، فأنت تجعل نفسك تشعر بالجنون بشأن شيء عادي تمامًا ويحدث للجميع (حتى إن لم يعترفوا به دائمًا لأنفسهم).
  • عندما تغضب من نفسك لأنك تشعر بالغضب، فأنت تجعل نفسك تشعر بالجنون لتجربة عاطفة إنسانية طبيعية تمامًا.

وتخيل ماذا يحدث عندما تعتاد على جعل نفسك تشعر بالجنون بشكل مستمر؟

نعم، ستنخفض الثقة بالنفس لديك.

لا تحكم على نفسك

كيف يمكن أن يكون لديك تقدير ذاتي صحي إذا كنت تعتقد أنك مجنون أو شخص سيء بسبب مشاعرك – شيء ليس لديك سيطرة مباشرة عليه؟

هذا مثل الحكم على نفسك بأنك شخص سيء لأنك تعرضت للمطر أو لديك شعر بني!

عندما تعتاد على الحكم على نفسك بشأن الأشياء التي لا يمكنك السيطرة عليها – مثل كيف تشعر عاطفيًا – فإن ذلك يجعلك تعاني من تقدير ذاتي منخفض بشكل مزمن.

حاول قبول مشاعرك لما هي عليه: أحيانًا مؤلمة ومزعجة ولكن لا تشكل خطرًا أو خطورة.

إذا كنت تستطيع بناء عادة الرحمة الذاتية، ستجد تقديرك للذات يرتفع بشكل كبير. قم بممارسة الرحمة الذاتية عن طريق التحدث إلى نفسك بلطف وتشجيع نفسك على احترام مشاعرك وتذكير نفسك بأن الشعور بالأسى أو القلق أو الغضب هو شيء طبيعي وإنساني. استمع إلى ما يحتاجه جسدك وعقلك وقلبك، وكن صديقًا لنفسك بدلاً من أن تتحول إلى الحكم عليها. وتذكر دائمًا: لا يوجد شيء خطأ في كيفية شعورك.

أحيانًا نقوم بهذه العادات دون أن نشعر بها أو أننا نؤذي أنفسنا بذلك، لذا أتمنى أن يكون تسليط الضوء على هذه العادات يجعلكم ترون ما تعرضون أنفسكم له وعندها يمكنك البدء بمسيرة التغيير والتقدم إن شاء الله.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments